2019/03/16

أدب مقارن - المحاضرة السادسة


العنوان: المواضيع من 6 إلى 12
عدد الصفحات: 24
الموضوعات 6و7و8و9، مقارن حماة،2019، آمبير، سانت بوف، برونتيير، تكست.. د. راتب سكر
موضوع 6، مقارن، 2019، آمبير...
جاك أمبير(1800- 1864) Jean Jacques Ampere:
هو ابن أندريه ماري أمبير (1775ـ1836م) العالم الفيزيائي الفرنسي الشهير، صاحب الدراسات المعروفة في الكهرباء، والمغناطيسية، والتلغراف، والرياضيات.
أ، دور تنقلات أمبير في تكوين منهجه المقارن: 
1، أمبير في ألمانيا:
برز أمبير في مدينة مرسيليا منذ عام (1826م)، عندما ألقى محاضرات ومقالات تناولت الشعر. وكان يجيد عددا من اللغات الأوروبية.
كان أمبير قد نشر مقاله عن غوته أولا في مجلة (غلوبال) الفرنسية في (29/4/1826م)، وما لبث أن سافر إلى ألمانيا.
نشر أمبير مقالة عن (غوته) قبل سفره إلى بون عام (1826م)، ولما سافر إلى ألمانيا، سمع كبار مثقفيها ونقادها، فحضر محاضرات (لشيلجل) و(نيبور)، وقد وجد مقاله عن غوته تقديرا، فهو يحلل فيه أصالة غوته، وقوميته، وتنوع أعماله ومصادرها، وأثر كل ذلك في تطور غوته الثقافي، ويلحظ أمبير في المقال الاستمرارية بين روايتي غوته: (آلام فرتر) و(تاسو)، ورأى في أدب غوته رقة مسيحية، وتهذيبا حديثا، ويلاحظ في مسرحيتي غوته (أفجينيا) و(إيجمونت) تعبيرا عما يعتمل في قلب غوته.... وقد أعجب غوته بمقال أمبير عنه، فعمل على ترجمته، ودعا الشاب الصغير (ابن السادسة والعشرين) للغداء معه في مقاطعة (فايمار)، ومدحه وهو يملي على سكرتيره (أكرمان) كتابه (الفن والحقيقة)، وقد زار أمبير غوته في يوم (27/4/1827م) وتناول معه الغداء ثلاث مرات أيام (3ـ4ـ6 أيار) وزار أكرمان يوم 3 أيار عام 1827م. ثم نشر أمبير فيما بعد مقاله عن غوته في كتابه الشهير (الأدب والرحلات والأشعار)، الصادر في باريس عام (1858م).
بعد ألمانيا قام برحلة إلى إسكندنافيا وكتب عن الجماعة الرومانسية السويدية، والشعر الدانماركي، وزار براغ واطلع على التاريخ والشعر التشيكيين.
محاضراته عامي 1830 و1832:
في عام 1830 حاضر الأستاذ الفرنسي جان جاك أمبير(1800- 1864) Jean Jacques Ampere "في جامعة مارسيليا في الأدب المقارن، وذلك انطلاقاً من صلة الأدب الفرنسي بالآداب الأوروبية الأخرى إبان العهد الوسيط" . "وكان يجيد عددا من اللغات الأوروبية..
في سنة 1832 دعي ليحاضر في السوربون، وكانت محاضراته عن الأدب الفرنسي في علاقاته مع الآداب الأجنبية" ، في القرون الوسطى.
ب، كتب أمبير ودراساته: 
من أهمها: 
1، مقال عن غوته (1826م). 
2، محاضرات في تاريخ الشعر (1830م).
3، تاريخ أدب فرنسا قبل القرن الثامن عشر (1840م). 
4، تاريخ الأدب الفرنسي في العصور الوسطى مقارنا بالآداب الأجنبية (1841م).
5، اليونان وروما ودانتي (1848م).
6، الأدب والرحلات والأشعار(1858م).
7، أمشاج تاريخ الأدب (1867م).
ج، قضايا وموضوعات في كتبه ودراساته: 
1، عدم دقة مصطلح "الأدب المقارن"، واقتراح مصطلحات بديلة منه:
مصطلح "الأدب المقارن" الذي طرحه من قبل فيليمان، لم يجد قبولا لدى أمبير، لافتقاده الدقة في دلالته على المراد، لذلك اقترح مصطلحات بديلة. عام 1832 أطلق جان جاك أمبير على محاضراته اسم (التاريخ المقارن للآداب) وأطلق كذلك اسم (التاريخ الأدبي المقارن)."والتاريخ الذي يوازن بين الآداب".
إن تنوع التسميات التي يوردها أمبير بديلة من تسمية الأدب المقارن، تعبر عن حيرة وتردد منهجيين إزاء المصطلح، ستستمران لدى الباحثين حتى أيامنا، إذ سنجد الباحثين غالباً يعبرون تذمرهم من افتقاد مصطلح الأدب المقارن للدقة العلمية، ويتابعون بحثهم الدؤوب عن مصطلح بديل، كما يعبر وجود كلمة (تاريخ) في تعريفات أمبير وتسمياته المقترحة عن تشبث المدرسة الفرنسية بالعلاقات التاريخية شرطاً أساسياً للمقارنة الأدبية. 
2، أمبير والعامل التاريخي في الأدب المقارن:
قام أمبير بدور الرائد في التأسيس للاتجاه الفرنسي في الأدب المقارن، و"أول ما يميز المدرسة الفرنسية هو أنها تعد العامل التاريخي شرطاً ضرورياً لإقامة الدراسة المقارنة، وكان جان جاك أمبير أول من أسس هذه الفكرة حين قال في محاضراته في السوربون: سنقوم –أيها السادة- بتلك الدراسات المقارنة التي بدونها لا يكتمل تاريخ الأدب" . وفي عام 1832 أطلق جان جاك أمبير على محاضراته اسم (تاريخ الأدب المقارن) وأطلق كذلك اسم (التاريخ الأدبي المقارن)، مقدما مكانة تاريخ الأدب في الغايات العلمية للدراسات المقارنة.
لم يكن أمبير موافقا على المقارنة من دون وجود صلة تاريخية حقيقية بين الآداب، والأشخاص، والمجتمعات، وقد ترك تأكيده لفظة التاريخ بعده تأثيرا عميقا في الباحثين الفرنسيين، الذين التزموا علميًا برفض إجراء الدرس المقارن بين عملين أدبيين، لم تكن بينهما علاقة تاريخية، فوجود المَشَابِه والمتشابهات بين عملين أدبيين لا يكفي ـ بحسب أمبيرـ منهجيا لإقامة الدرس المقارن بينهما، ولا بد أولا من إثبات وجود علاقة تاريخية بين العملين الأدبيين أو صاحبيهما، وقد شرح التلميذ النجيب للمدرسة الفرنسية الدكتور محمد غنيمي هلال هذا الشرط التاريخي الذي أكده أمبير، والتزم به الباحثون الفرنسيون، فبين هلال أن المقارنة بين أبي العلاء المعري والشاعر الإنكليزي جون ملتون لا تجوز في الأدب المقارن، إذ لم تكن هناك علاقة تاريخية بين الشاعرين، فملتون الذي عاش بعد أبي العلاء لم يطلع على أدب المعري، والمتشابهات بين أدبيهما قد تعود إلى معاناتهما فقدَ البصر، وما دامت التشابهات الأدبية بين المعري و ملتون لا تستند إلى صلة تاريخية بين أدبيهما فلا يجب أن يهتم الأدب المقارن بالمقارنة بينهما، لأن إثبات وجود صلة تاريخية بين أدبين شرط ضروري بحسب منهج أمبير والفرنسيين، (إثبات اطلاع اللاحق على منجز السابق هو جوهر الشرط التاريخي، الذي تحولت مهمة الدرس المقارن به إلى البحث عن إثبات حدوث هذا الاطلاع في تاريخ محدد، فانشغل الأدب المقارن عن مهمته الأصيلة في دراسة الأدب نفسه). هذا الشرط الذي ظل طويلا من أهم أسس المدرسة الفرنسية في الأدب المقارن، ولم تلتزم به المدرستان الروسية والأمريكية. إن هذا الشرط ستتخلى عنه فيما بعد المدرسة الفرنسية نفسها، فضلا عن تعزز دوري الروسية والمدرسة الأمريكية، لأن العلماء الروس والأمريكيين قدموا في المسألة اجتهاديين مختلفين في هذا المضمار.
3، مواقف الدارسين سانت بوف وغويار من أمبير وجهوده في الأدب المقارن:
يرى بعض الدارسين أن الأساس البحثي الدراسي من أجل تاريخ الأدب في العصور الوسطى، أرساه رجلان: كلود فوريل (1772ـ1844م)، وتلميذه جان جاك أمبير (1800ـ 1864م). وقد اكتسب أمبير لقب فوريل الثاني، كان فوريل وتلميذه أمبير في عصرهما في الظل، من جراء نجاح فيلمان الذي أعلنه ناقد فرنسي عالمي كبير هو (برونتيير) في كتابه (التطور)، مؤسس التاريخ الأدبي، كما أعلنه الناقد (شال)، في مقام رفيع. 
أ، رأى معظم الدّارسين أنَّ فيلمان صاحب الدّور الرّياديّ في الأدب المقارن، غير أن بعضهم ذهب في المسألة مذهبا آخر، فقد قال سانت بوف Sainte –Beuve (1804ـ 1869م)، أحد أهم نقاد القرن التاسع عشر: "يعدّ أمبير مؤسّس الأدب المقارن؛ بسبب ترحاله الدّائم، وعظمة روحه المتفتحة المتعطّشة للمعرفة". 
يكاد الدارسون يجمعون على ريادة فيلمان وأمبير في ابتكار المصطلح، غير أنهم يختلفون في تقدير قيمة بحوثهما علميا فيرى ماريوس- فرانسوا جويار Marius – Francois Guyard أن" فيلمان ومعاصريه أمبير وكينيه يعدون المقارنين الأوائل ولكن ينقصهم المنهج" . بعد أمبير و فيلمان، اجتهد الدارسون في تقدير تجربتيهما، مختلفين في تقدير قيمة بحوثهما علميا فيرى ماريوس- فرانسوا جويار Marius – Francois Guyard أن" فيلمان ومعاصريه أمبير وكينيه يعدون المقارنين الأوائل ولكن ينقصهم المنهج، فهم يسافرون ويتحمسون ويتباحثون ويوازنون، غير أنهم في الواقع يرصون معارف عن آداب مختلفة أكثر من أن يكتبوا تواريخها المقارنة" موقف غويار من أمبير ورأيه بمصطلح "الأدب المقارن":
أعلى سانت بوف من أهمية أمبير مؤسسا للأدب المقارن، لكنه اعتمد مصطلح "الأدب المقارن" الذي طرحه من قبل فيليمان، وبدا المصطلح بين يدي سانت بوف محددا واضحا، فكان أول كاتب حدد هذه العبارة، كما بيّن غويّار الذي رأى أن العبارة - المفهوم العتيد الذي اقترحه أمبير مصطلحا بديلا، "التاريخ الذي يوازن بين الآداب"، عبارة أقل رشاقة، ولكنها أشد تحددًا من عبارة سانت بوف "الأدب المقارن" التي انتصرت و ذاعت".
وبذلك يكون ماريو فرانسوا جويار (أحد أهم أعلام الأدب المقارن في القرن العشرين) قد وافق الناقد الفرنسي الشهير في القرن التاسع عشر، سانت بوف Sainte –Beuve، في تقدير مكانة أمبير، لكنه أظهر ميلا إلى تقدير اقتراح أمبير عبارة جديدة للتسمية تمثل مشروع مصطلح بديل من مصطلح "الأدب المقارن" الذي أقره بوف، فقال غويار عن سانت بوف: ((أول كاتب حدد هذه العبارة ـ أي الأدب المقارن ـ في مقال خصصه لجان جاك أمبير الذي يرجع إليه الفضل حقا في وجود هذا النوع، وقد أطلق على دروسه اسم،(التاريخ الذي يوازن بين الآداب)، وهذه العبارة أقل رشاقة، ولكنها أشد تحددًا من عبارة سانت بوف "الأدب المقارن" التي انتصرت و ذاعت)).
استخدم د.الطاهر أحمد مكي مفهوم الأبوة، في توصيفه المؤلفات التي تعد رائدة في التأسيس تاريخياً، لنشأة الأدب المقارن في العالم، مؤكدا دور فيلمان ومعاصره جان جاك أمبير(1800- 1864) Jean Jacques Ampere مادام كثير من الباحثين- بحسب قوله-" في فرنسا وربما في العالم أجمع، يعتبرون جان جاك أمبير وأبل فرانسوا فيلمان أبوين حقيقيين للأدب المقارن" . 
------------------------------------------
موضوع 7، سانت بوف Sainte –Beuve (1804ـ 1869م):
مواقف سانت بوف من أمبير وريادة الأدب المقارن:
رأى معظم الدّارسين أنَّ فيلمان صاحب الدّور الرّياديّ في الأدب المقارن غير أنَّ سانت بوف يقول: "يعدّ أمبير مؤسّس الأدب المقارن؛ بسبب ترحاله الدّائم، وعظمة روحه المنفتحة المتعطّشة للمعرفة". كان سانت بوف أصغر من أمبير بأربع سنوات، التقى به عام 1830م، وقد " استمع إلى محاضراته مواظبًا، وأخبر أن أمبير قد حرَّره من النّقد الخالص القائم على السّيرة والقَصص والنّوادر"، كما كتب سانت بوف في كتابه (أحاديث الاثنين).
آراء الدارسين من سانت بوف ومواقفه من الأدب المقارن ومصطلحه:
1، مكانته: "لقد قام بالكثير لإعادة تأسيس تفوّق النّقد الفرنسيّ، لقد أصبح (النّاقد) بألف لام التّعريف، وأصبح (الأستاذ) لا في فرنسا وحدها بل أيضًا في جميع أنحاء أوروبا والأمريكيتين".
2، رأي ريينه ويليك يقول عنه: " إنَّ الافتنان بقراءته، والسّحر الرّائع لكتاباته، والصّوت المؤّثر لأقواله، والمعرفة الواسعة ذات التأثير... كلّ هذه الصّفات قد جعلت سانت بوف شخصيّة كبرى في التّاريخ الثّقافيّ الأوروبيّ".
3، رأي (غويّار) يقول: " لقد كان سانت بوف أوّل كاتب حدَّد هذه العبارة "الأدب المقارن" في مقال خصَّصه لجان جاك أمبير الذي إليه يرجع الفضل حقًّا في وجود هذا النّوع؛ ففي الواقع إنَّ أمبير قد أطلقه على دروسه تسمية (التاريخ الذي يوازن بين الآداب) وهذه العبارة أقلُّ رشاقةً، ولكنّها أشدّ تحدّدًا من عبارة سانت بوف (الأدب المقارن) التي لم يكن بدٌّ من انتصارها". 
أعلى بوف من أهمية أمبير مؤسسا للأدب المقارن، لكنه اعتمد مصطلح "الأدب المقارن" الذي طرحه من قبل فيليمان، وبدا المصطلح بين يديه محددا واضحا، فكان أول كاتب حدد هذه العبارة، كما بيّن غويّار الذي رأى أن العبارة - المفهوم العتيد الذي اقترحه أمبير مصطلحا بديلا، "التاريخ الذي يوازن بين الآداب"، عبارة أقل رشاقة، ولكنها أشد تحددًا من عبارة سانت بوف "الأدب المقارن" التي انتصرت و ذاعت".
وبذلك يكون ماريو- فرانسوا جويار Marius – Francois Guyard (أحد أهم أعلام الأدب المقارن في القرن العشرين) قد وافق الناقد الفرنسي الشهير في القرن التاسع عشر، سانت بوف Sainte –Beuve، في تقدير مكانة أمبير، لكنه أظهر ميلا إلى تقدير اقتراح أمبير عبارة جديدة للتسمية تمثل مشروع مصطلح بديل من مصطلح "الأدب المقارن" الذي أقره بوف.
4، رأي بالدنسبيرجيه: ولد مفهوم "الأدب المقارن" مع فيلمان، غير أنه ذاع وتأصل مصطلحا مع بوف، وتعرض لنقد الباحثين وما يزال، بسبب ضعف دقته العلمية في الدلالة على ميادين البحث المنضوية تحت لوائه، غير أن شيوعه وانتشاره جعلا من تبديله غاية صعبة المنال، ويستطيع المتابع أن يجد في كل مرحلة مواقف ناقدة توجه لهذا المصطلح الشائع أصابع الاتهام، ففي عام /1821م/ صدر العدد الأول من المجلة الفرنسية: (الأدب المقارن) مع مقدمة بالدنسبرجيه وعنوانها: (الكلمة والشيء), وفي هذه المقدمة رأى أن "استعمالَ (سانت بوف) سنة /1868 م/ لتسمية الأدب المقارن كان يشكّل آنذاك خدمةً وإساءةً لهذا النوع من الدراسات بإطلاق اصطلاح سهل في الوسط الثقافي".
5، رأي هلال يقول: " وقد أطلق كبار كتّاب أوروبا تسميات مختلفة على الأدب المقارن طوال القرن التاسع عشر، ولكن اسم الأدب المقارن كان أكثر نجاحًا، وبخاصّة بعد أن جرى به قلم النّاقد الفرنسـيّ الكبير سانت بوف".
-------------------------------
موضوع 8، برونتيير ( 1849/1906م): كانت دروس برونتيير الرائعة و مقالاته المدوية في مجلة "العالمَين" مهمة إذ ((راح ينشر أفكارًا مناصرةً لقضية الأدب المقارن، فكان له أثر كبير في نمو الدراسات المتصلة بالأدب المقارن في فرنسا. إذ كان يدعو بما عرف عنه من قوة، إلى أن "الوقت قد حان لكتابة تاريخ كبريات الحركات الأدبية العالمية كتابة وافية دقيقة". وكان بما أوتي من بصيرةٍ نافذة يدرك أكثر من غيره من النقاد عجز التاريخ الأدبي القومي عن حل طائفةٍ من المسائل التي لابد أن تعرض له.... ولم يكن برونتيير نفسه يملك المعارف اللغوية التي تقتضيها مثل هذه الدراسات ولا يتمتع باطلاعٍ عالمي على مختلف الآداب ولا وُهِبَ الصبر الطويل الذي يؤهله لمتابعة مثل هذه الأعمال الدقيقة .... قدر نجاح فيلمان وأعلنه في كتابه (التطور)، مؤسس التاريخ الأدبي...
كان أستاذ تكست برونتيير من أبرز مؤسسي النقد الأدبي الحديث في فرنسا بل في العالم أجمع ، وقد عني بموضوعات نقدية متنوعة فضلا عن اهتمامه ببحوث نظرية الأدب مثل العلاقة بين الأجناس الأدبية وتوالد بعضها من بعض أو ظهورها بالمصادفة واستخدام مصطلح تاريخ الأدب المقارن ، غير أن جهود برونتيير انصبت على النقد الأدبي ونظرية الأدب ولم يتوسع في دراسة الأدب المقارن فجاء تلميذه تكست ليقوم بهذه المهمة. 
موضوع 9، تلميذ برونتيير جوزيف تكست(1865-1900):
كان ينبغي انتظار نهاية القرن التاسع عشر، كما يرى باحثون كثيرون- لكي ينشأ الأدب المقارن الذي يعلنون أنه علم مستقل منظم .
لقد استجاب تكست أول من استجاب لأمنيات أستاذه برونتيير، ولولا أن تكست مات في الخامسة والثلاثين من عمره عام 1900م، في ريعان الشَّباب لكان مفخرة من مفاخر التاريخ الأدبي، هو الذي كتب في عام 1890م يقول ((أؤمن بمستقبل الأدب المقارن)).
كانت رسالته التي قدَّمها عام 1895م بعنوان: (جان جاك روسو وأصول العالمية الأدبيّة)، قد رتَّبت له مكانة مهمّة في الأدب المقارن، فأصبح أستاذ أوّل كرسي للأدب المقارن في الجامعات عندما انتُدِبَ لهذه المهمّة في جامعة ليون الفرنسيّة عام 1896م، وقد رأى غويّار ـ أحد أهمّ علماء الأدب المقارن في القرن العشرين ـ أنَّ رسالة تكست عن روسو" تعد ُّفي فرنسا أوّل كتاب عظيم عن المقارنة العلميّة".
ويقرر غويار أن مؤلف "جوزيف تكست ( ت 1900(Joseph Texte" "جان جاك روسو وأصول العالمية الأدبية"، يعد في فرنسا الكتاب المهم الأوفى المقارنة العلمية" . أثرت رؤية جويار السابقة في رفعها من مكانة تكست، في عدد من الباحثين العرب - وفى مقدمتهم د. محمد غنيمي هلال- فذهبوا إلى منح جوزيف تكست المكانة الأساسية في نشأةالأدب المقارن، وعده" أباً للأدب المقارن الحديث" ،
من أهم بحوث جوزيف تكست:
1، جان جاك روسو وأصول العالمية الأدبية (1895).
2، تأثير الآداب الجرمانية في الأدب الفرنسي في عصر النهضة/1895م/.
3، تأثير (مونتني) في الأدب الإنكليزي/1896م/.
4، تأثير القدماء في كتاب النهضة.
5، دراسات في الآداب الأوروبية (1898).
مواقف الدارسين من تكست:
يرى كثيرٌ من الدارسين أنّ هذا الناقدَ تكست هو المؤسِّسُ الحقيقيُّ للأدب المقارن (أي لدراسة الأدب المقارن في علاقاته الخارجية دراسةً نقديةً منهجيةً), فكلّ ما كان قبله إرهاصاتٌ، لقد عُني صديق جويار وأحد أبرز المقارنين الفرنسيين والعالميين في القرن العشرين بول فان تيغيم بما أنجزه تكست، فقال: ((حين قال جوزيف تكست في عام 1893م :إن فورة قوية في دراسات الأدب المقارن ستبدأ بعد عدة سنين، جاء قوله ليعبر عما حدث فعلاً، وفي تلك الحقبة نفسها كان برونتيير يعبر عن حماسته النضالية على نشر أفكار مناصرة للأدب المقارن".
يكاد الدارسون يجمعون على ريادة فيلمان في ابتكار المصطلح، غير أنهم يختلفون في تقدير قيمة بحوثه علميا فيرى ماريوس- فرانسوا جويار Marius – Francois Guyard أن" فيلمان ومعاصريه أمبير وكينيه يعدون المقارنين الأوائل ولكن ينقصهم المنهج" ، ويقرر أن مؤلف "جوزيف تكست ( ت 1900(Joseph Texte" "جان جاك روسو وأصول العالمية الأدبية"، يعد في فرنسا الكتاب المهم الأول فى المقارنة العلمية" . 
أثرت رؤية جويار السابقة في رفعها من مكانة تكست، في عدد من الباحثين العرب - وفى مقدمتهم د. محمد غنيمي هلال- فذهبوا إلى منح جوزيف تكست المكانة الأساسية في نشأة الأدب المقارن، وعده" أباً للأدب المقارن الحديث" ،
يقول د. محمد غنيمي هلال مؤسّس الأدب المقارن في الجامعات العربيّة (منذ عودته من فرنسا عام 1951م) موضّحاً أهميةَ تكست: "وقد وفيّت كلّ وجوه النّقص، واكتمل بحقّ معنى الأدب المقارن على يد البحّاثة الفرنسي جوزيف تكست في آخر القرن التاسع عشر, وهو يُعدُّ حقاً أباً للأدب المقارن الحديث", وقد وُجِّه لذلك خيرَ توجيه على يد أُستاذه الناقد فرديناند برونتيير Ferdinand Bruntiere /1849-1906م/ في مدرسة المعلمين العليا في باريس, فانصرف لدراسة الصلات بين الآداب الأوربية, وتمتاز دراسته بالأفق الواسع، والنّظرة الشّاملة في بيان تطوّر الأفكار واختلافها. وقد بدأ ذلك برسالته المهمة في عام /1895م/ بعنوان: (جان جاك روسو وأصول العالمية الأدبية)، ثم صدر له كتاب (تأثير الآداب الجرمانية في الأدب الفرنسي), ودراسته (تأثير مونتين Montaigne في الأدب الإنجليزي), وفي عام /1896م/ تولى تكست أولَ كرسي جامعي للأدب المقارن في العالم, وقد أُحدث آنذاك في جامعة ليون".

موضوع 10، مقارن حماة،2019، بالدنسبرجيه.. د. راتب سكر
أعلام الأدب المقارن في فرنسا في النصف الأول من القرن العشرين: برز في فرنسا في النصف الأول من القرن العشرين عدد غير قليل من الباحثين في الأدب المقارن وميادينه، من أبرزهم: فرناند بالدنسبيرجيه F.Baldensperger، بول هازار، بول فان تييغم، فرانسوا ماريو غويار، جان ماري كاريه،.. 
فرناند بالدنسبيرجيه Fernand Baldensperger (1871-1958):
-أ- برز اسمه منذ عام 1900 في مطلع القرن العشرين عندما كان في التاسعة والعشرين من عمره، وخلف جوزيف تكست Joseph Texte (1865-1900) بعد رحيله، في شغل كرسي الأدب المقارن في جامعة ليون الفرنسية، ذلك الكرسي الذي أحدث عام 1896، ليكون الكرسي الجامعي الأول لتدريس الأدب المقارن في فرنسا (بله في العالم).
في عام 1910م انتقل بالدنسبيرجيه إلى جامعة السوربون في باريس بعد ان خصصت مقعدا للأدب المقارن أسوة بجامعة ليون. 
-ب- مؤلفات بالدنسبرجيه: ترك مجموعة من المؤلفات القيمة، من أهمها: 
-1-
1، كتابه (غوته في فرنسا). الصادر في باريس بطبعته الأولى عام 1904، وبطبعته الثانية عام 1920. (34).
-2-
2، عام 1904م أصدر كتابه "مصادر الأدب المقارن".

3، "عام 1921م أسس بالدنسبرجيه مع صديقه بول هازار (1878- 1944م) مجلة الأدب المقارن، وسرعان ما صار لها "مكتبة مجلة الأدب المقارن، التي كانت تضم عام 1939 مئة وعشرين مجلدا" (1). 
، مقدمة بالدنسبيرجيه للعدد الأول: وقد قال جان ماري كاريه (أحد أهم المقارنين الفرنسيين في القرن العشرين): "إن العرض الشامل الأول لفكرة الأدب المقارن هو لأستاذنا فيرديناد بالدنسبرجيه، نشره في سنة 1921م في العدد الأول من مجلة (الأدب المقارن)"(6).
ولد مفهوم "الأدب المقارن" مع فيلمان، غير أنه ذاع وتأصل مصطلحا مع سانت بوف، وتعرض لنقد الباحثين وما يزال، بسبب ضعف دقته العلمية في الدلالة على ميادين البحث المنضوية تحت لوائه، غير أن شيوعه وانتشاره جعلا من تبديله غاية صعبة المنال، ويستطيع المتابع أن يجد في كل مرحلة مواقف ناقدة توجه لهذا المصطلح الشائع أصابع الاتهام، ففي عام /1821م/ صدر العدد الأول من المجلة الفرنسية: (الأدب المقارن) مع مقدمة بالدنسبرجيه وعنوانها: (الكلمة والشيء), وفي هذه المقدمة رأى أن "استعمالَ (سانت بوف) سنة /1868 م/ لتسمية الأدب المقارن كان يشكّل آنذاك خدمةً وإساءةً لهذا النوع من الدراسات بإطلاق اصطلاح سهل في الوسط الثقافي".
-4-
4، كتابه المهم الصادر في فرنسا عام 1925 بعنوان: (حركة الفكر في الهجرة الفرنسية بين عامي 1789ـ1815م) ومن أبرز ما جاء فيه: 
أ، بين في هذا الكتاب كيف يكون الرحالة والمهاجرون وسيطا بين مثقفي بلدانهم وثقافات البلدان التي هاجروا إليها، شارحا "كيف غذَّى المهاجرون من الكتاب الفرنسيين الفكر والأدب في فرنسا.
ب، فقد أدى اكتشاف المهاجرين (ولاسيما مدام دوستايل) المسرحية الألمانية (وطوابعها الرومانسية) إلى زلزلة العقلية الكلاسيكية لتي كانت سائدة في فرنسا. 
ج، وبفضل هذه الهجرات وُجِد كتاب مدام دوستايل: (عن ألمانيا).
د، وكان من ثمراتها (الهجرات) كذلك كتاب: (عبقرية المسيحية)، وبعض صفحات من كتاب (مذكرات ما وراء القبر) لشاتوبريان" (2) الذي خصص في هذين الكتابين صفحات للحديث عن الآداب غير الفرنسية. 
ه، وقد رأى جويار أن دراسة بالدنسبرجيه لحركة المهاجرين تبين أثر الهجرة في نماء العلاقات الدولية بين الآداب، وبأثر المهاجرين ارتقت الحياة الاجتماعية في فرنسا وعلم الفرنسيون الكثير عن الثقافة الألمانية التي أثرت في نماء التيارات الأدبية الفرنسية. 
-5-
5، كتابه الصادر في فرنسا عام 1926 بعنوان: (المصادر الأجنبية عند أونوريه دو بلزاك). اهتم فيه باستلهام بلزاك Balzac(1799-1850) للآداب والثقافات الأجنبية مثل الإغريقية والرومانية وغيرهما في مؤلفاته.
رأى محمد غنيمي هلال أن هذا الكتاب ينتمي إلى مضمار البحث "عن مصادر الكاتب في الآداب المختلفة، وعن مبلغ ما استفاد منها في مؤلف واحد أو في مؤلفاته كلها. ويتطلب هذا النوع من الدراسات ثقافة واسعة مترامية الأطراف، وصبرا كثيرا واطلاعا واسعا. وهذه الدراسات خير ما يلقي الضوء على مواهب الكاتب، وعلى نواحي نشاطه المختلفة"(4)، "وقد قام فرديناند بالدنسبرجيه بمثل طيب في ذلك الحين، درس المصادر المختلفة للكاتب الفرنسي بلزاك، وبيَّن بدقة وتعمق كيف استفاد بلزاك من مختلف الآداب التي أتيح له أن يطلع عليها في فترات متعاقبة من حياته، وكيف لم يطغَ ذلك على الطابع الشخصـي لبلزاك، وعلى دقة ملاحظته" (5).
-6-
6، كتابه الصادر في نيويورك، عام 1945بعنوان: "النقد والتاريخ الأدبي في فرنسا في القرن الثامن عشر"، اهتم فيه بمواقف النقاد الفرنسيين، مثل فولتير ومدام دوستايل، من الآداب الأجنبية.
أ، عني في كتابه هذا باهتمامات النقاد الفرنسيين في القرن الثامن عشر ومواقفهم، فدرس مواقف فولتير من شكسبير، وتغيراتها، وقد قدّر جويار تلميذ بالدنسبيرجيه، في كتابه "الأدب المقارن" درسه هذا قائلا: "ولا ريب أن محاولة ف. بالدنسبيرجيه تساعدنا على أن نفهم ما سميّ "بتلوّن فولتير في رأيه" (غلاب ص102)، ويرى جويار أن فولتير منذ البداية لم يكن يعد شكسبير فوق النقد، فهو "ما فتر قط عن اعتبار شكسبير بربريا، ولكنه أراد، بادئ ذي بدء أن يجعل المأساة الفرنسية، ثرية عن طريقه"(غلاب ص102)،. 
ب، واهتم بالدنسبيرجيه في كتابه أيضا بآراء مدام دوستايل، فقال: "حملت مدام دوستايل (1766 – 1817م) على من لا يعيرون دراسة الآداب الأخرى اهتماما، وعلى من يحتقرونها. ودعت إلى دراسة الآداب في لغاتها الأصلية". وقد علق د.محمد غنيمي هلال على ذلك بقوله: "وهذا أساس هام للدراسات المقارنة."
-7-
7، كتابه الصادر في أميركا عام 1950 بعنوان: (مراجع للأدب المقارن) وقد ألفه مع الباحث الأمريكي (و.ب. فريدريش)، "وبه ثلاثة وثلاثون ألف مرجع، منظمة تنظيما يسهل الانتفاع بها في مختلف الموضوعات" 
كلمة أخيرة: كان له تلامذة كثيرون في الأدب المقارن من أبرزهم: ماريو فرانسوا غويار وجان ماري كاريه اللذان درسا مواقفه وتأثرا بها. 
---------------------
موضوع 11، بول هازار: Paul Hazard(1878-1944):
مؤلفاته ومحاضراته: 
-1-
كتابه ((الثورة الفرنسية والأدب الإيطالي)) الصادر عام1910م، قيمه الباحثون فرأى جويار أن تأليف هذا الكتاب يعني أن مؤلفه كان يعرف معرفة جيدة جدا تاريخ فرنسا وإيطاليا في أواخر القرن الثامن عشر وفي القرن التاسع عشر.
-2-
دراساته في مجلة الأدب المقارن، ففي عام 1921م أسس بالدنسبرجيه وصديقه بول هازار (1878- 1944م) مجلة الادب المقارن. نشر فيها دراست مهمة.

انتخب مطلع عام 1940 عضوا في الأكاديمية الفرنسية بعد وفاة المؤرخ جورج غويو (1869-1939)، 
-4-
عام 1942 ألقى محاضرة في مدرسة المعلمين العليا بباريس ذكر فيها أنه في بحوثه المقارنيّة التي دامت خمسين سنة بيّن أهمية معرفة اللغات في نماء الأدب وفي الأدب المقارن...
-5-
سنة 1944 توفي هازار وهو في السادسة والستين.
-6-
كتابه "الفكر الأوربي في القرن الثامن عشر" صدر في سنة 1946م، وهو كتاب مهم، غير أن بعض الباحثين، ومنهم كلود بيشوا (الأستاذ بجامعة بال) وأندريه م. روسو Andre M. Rousseau (الأستاذ بجامعة أكسل) اللذان وجها سهام النقد له قائلين: "والحق أن هذا النوع من المؤلفات، لم يعد متصورا إذا لم يعهد به إلى فريق يعمل تحت قيادة حذرة، ويتبنى مفاهيم ومصطلحات ذات امتداد أوربي حقيقي". (ص109، ط3، 1968ترجمة خفاجي، ترجمه جبر 1980)
-7-
كتابه ((أزمة الوعي الأوربي بين عامي 1680م و 1715م)) الذي طبع سنة 1953، 
La Crise de la conscience européenne (1680-1715), Paul Hazard
جاء تأليف هازار هذا الكتاب ليخلع على الأدب الفرنسي رجوعا زمنيا مفيدا في دراسة تاريخ هذا الأدب . 
وضح هازار في مقدمة كتابه أنه نشر "أجزاء مختلفة من هذا المؤلف. لا تستعاد هنا سوى في شكل معدل على نحو ظاهر."، نشرها في الثلاثينيات، في:
"مجلة العالَمَيْن Revue des deux mondes La"، وفي:
"مجلة الأدب المقارن. ."Revue de Litterature compare….
وفي "أوربا الوسطى "Europe Centrale.
صدر هذا الكتاب مترجما إلى العربية عام 2009: 
هازار، بول،2009- أزمة الوعي الأوربي:1680- 1715. ترجمة د.يوسف عاصي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، (605ص). (الطبعة الأولى للكتاب في فرنسا 1953، وقد ترجم إلى العربية عن طبعة عام 1961 الصادرة عن Librairie Artheme Fayard" ")
-----------------------------------
موضوع 12، بول فان تييغيم P. Van Tieghem1871-1948: 
برز اسمه في الأدب المقارن والنقد الأدبي الفرنسـي منذ مطالع القرن العشـرين، وسرعان ما صار له حضور ترجمي عربي واسع؛ إذ قام بترجمة معظم مؤلفاته مترجمون عرب أكفياء. يقول محمد غنيمي هلال: "المرحوم بول فان تيغيم الذي كان مثال الصبر في معالجة كثير من المسائل المستعصية في الأدب المقارن" (1).
أ، كتبه وأعماله:
-1-
عام 1917 صدر له كتاب يتضمن دراسة طويلة مقارنة، هي دراسته أعداد المجلة الهولندية المسماة (السنة الأدبية) من عام 1754-ـ1790م. (هلال ص 128).
-2-
عام 1921م نشر كتابه (التأليف في التاريخ الأدبي: الأدب المقارن والأدب العام).
عني بالتمييز بين الأدب المقارن والأدب العام، فقال مقدما تمييزا واضحا بينهما مما عرضه لاحقا (بيير برونيل) قائلا: "يقصد بول فان تيغيم بالأدب العام دراسة مذاهب ونماذج أدبية تتجاوز الحدود الوطنية، ويقصد بالأدب المقارن دراسة العلاقات التي تجمع بين أدبين أو آداب عدة"2. وقد عد الدارسون كتاب (الرومانسية في الأدب الأوروبي) الصادر عام 1948م كتابا في الأدب العام. 

عام 1928م، شارك في المؤتمر السادس للعلوم التاريخية في أوسلو، فلقي اقتراحه "تأسيس جمعية عالمية لتاريخ الأدب الحديث قبولا وتشجيعا من المؤتمرين" (2).
-4-
عام 1931 نشر كتابه المهم والشهير: "الأدب المقارن" وأعيد نشره عام 1946. 
ترجم هذا الكتاب إلى العربية ولقي انتشارا واسعا وطبع عربيا طبعات متلاحقة. ترجمه د.سامي الدروبي، ثم ترجمه مصباح الحسامي وصدر في 170ص عن المكتبة العصرية، صيدا - بيروت بلا تاريخ، وقد رجح د.حسام الخطيب أنه صدر عام 1968، ثم ترجمه محمد محمود الخضري ، وصدر عن، دار الفكر.
وفي فرنسا اهتم الباحثون بهذا الكتاب اهتماما واسعا، يقول عنه المقارنان الفرنسيان كلود بيشوا وأندريه ميشيل روسو في كتابهما الذي حمل العنوان نفسه "الأدب المقارن" وظهر بعد كتاب تيغيم بنحو ثلاثين سنة: "أما كتاب فان تيغيم فهو ذو مدى عالمي أوسع، ويمكنه أن يدعي أنه يمثل عرضا كاملا منهجيا لنوع من الدراسات في إبان توسعه"(30).
أثرى تيغيم الدرس النظري والإجرائي - التطبيقي للأدب المقارن، وكتب مقدمة للكتاب مهمة في فهم الأدب المقارن، ومن أبرز مواقفه:
1، الغايات العلمية للأدب المقارن: "تقرير المشابهات بين كتابين أو مشهدين أو موضوعين أو صفحتين، من لغتين أو أكثر، إنما هو نقطة البدء الضرورية التي تتيح لنا اكتشاف تأثير واقتباس أو غير ذلك". (ص20 طبعة القاهرة)، 
2، في منهجية الأدب المقارن: "إن الأدب المقارن الحقيقي يحاول، ككل علم تاريخي، أن يشمل أكبر عدد ممكن من الوقائع المختلفة الأصل، حتى يزداد فهمه وتحليله لكل واحدة منها على حدة، فهو يوسع أسس المعرفة، كي يجد أسباب أكبر عدد ممكن من الوقائع". (ص50)
3، في مصطلح الأدب المقارن، قال: "أما اسم "الأدب المقارن" فقد استعمل في فرنسا، حين أخذ فيلمان، منذ عام 1827، يستعمله في محاضراته الرائعة في السوربون... وقد بلغ من فرط الذيوع وسعة الانتشار في أيامنا، ما يجعل من المستحيل علينا أن ننزع هذا الاسم، لنحل محله اسما آخر، أدنى إلى الصواب... على أنه قد استعملت وما تزال إلى الآن أسماء أخرى أقرب إلى الدقة والوضوح، ولكنها أبعد عن الإيجاز والسهولة...وإذا استعملنا الآن اسم "الأدب المقارن"، فأخذا بالاستعمال الأعم، لا اعتقادا بدقة هذه التسمية. وإنما المهم أن نتفق على المعنى المقصود". (ص49 و50).
4، الباحثون في "الأدب المقارن"، يقول: "لما مست الحاجة إلى إيجاد اسم خاص يطلق على الباحثين الذين وقفوا أنفسهم على "الأدب المقارن"، فقد أخذوا يسمون بالمقارنين كومباراتيست ... وهي كلمة حسنة الوضع سهلة الاستعمال، حتى أن الإنجليز يستعملونها في صورتها الفرنسية، وانتشارها آخذ في الاتساع ككلمات رومانتيست Romantiste...، Germaniste ، Angliciste ". (ص50 وعبود ص90).
5ـ، موقفه من فولتير، يقول: "كشف فولتير لفرنسا – قبل دوستايل بنحو 80 سنة- في كتابه "رسائل فلسفية"، عن الأدب الإنجليزي، لكنه لم يدرس الروابط التي تصل الأدبين، ولا تأثير كل منهما في الآخر". (ص54 وعبود ص 90).
6، موقفه من شليغل ودو ستايل، قال: "ولا شك، الأخوان شليغل، ومدام دوستايل يمتازون من سابقيهم من المؤرخين في القرن الثامن عشر، لكنهم ما زالوا يجمعون المشابهات جمعا، ويوازنون بينها، بدلا من أن يحاولوا تفسيرها، ويبحثوا عن التأثيرات المتبادلة". (ص54 وعبود ص 90). وقال: "ومدام دوستايل في كتابها الكبير "من ألمانيا" كشفت لفرنسا عن الأدب الألماني كشفا رائعا، لكنها لم تدرس الروابط التي تصل الأدبين، ولا تأثير كل منهما في الآخر". (ص54 وعبود ص 90).
7، موقفه من فرانسوا آبل فيلمان: قال: "كان فيلمان، في عام 1827، يدشّن في السوربون تدشينا رائعا محاضرات في الآداب... وكان عنوان محاضراته لعام 1829: "دراسة التأثير الذي أحدثه كتّاب القرن الثامن عشر الفرنسيون في الآداب الأجنبية والفكر الأوربي". ويمكن أن تعد هذه المحاضرات محاضرات في الأدب المقارن، ولئن كانت عائمة سريعة متنقلة من ذرورة إلى ذروة، فليس يعوزها الصحة وسلامة الذوق، ولا تستحق هذا الإهمال الذي قوبلت به، وهذا الازدراء الذي تمنى به". (عبود ص5).
8، موقفه من مقارني القرن التاسع عشر: قال: "رأينا أن كبار نقاد الأدب الفرنسيين في القرن التاسع عشر (ما عدا فيمان) لم يسهموا إلا قليلا في تأسيس الأدب المقارن... أخذ فيلاريت شاسل وجان جاك أمبير وإدجار كينيه يدرسون الأدب المقارن في محاضراتهم العامة، أو في كتاباتهم المختلفة، وأخذوا يرحلون إلى البلاد الأجنبية، ويدرسون الآداب في أوطانها، فكانوا استمرارا وتوسيعا لجهود مدام دوستايل، ولكنهم في الواقع لم يكونوا يدرسون الأدب المقارن الحقيقي، فكل ما في الأمر، أنهم كتبوا مقالات جميلة، أو كتبا قيمة في الآداب الأجنبية، على أنهم أوجدوا بمحاضراتهم وأشخاصهم جوا فكريا ملائما لنمو الأدب المقارن، على نحو أقرب إلى المنهج السليم". (ص 56 وعبود ص 90).
9، بول فان تيغيم يقدر تكست، فقال: "حين قال جوزيف تكست في عام 1893م :إن فورة قوية في دراسات الأدب المقارن ستبدأ بعد عدة سنين، جاء قوله ليعبر عما حدث فعلاً، وفي تلك الحقبة نفسها كان برونتيير يعبر عن حماسته النضالية على نشر أفكار مناصرة للأدب المقارن".
-5-
عام 1937صدر كتابه "الفهرس التاريخي للآداب الحديثة"، يُذكر بين المراجع التي تسهل البحث لدى طلاب الأدب المقارن، يقول محمد غنيمي هلال: "نذكر من هذه المراجع كتاب الأستاذ بول فان تيغيم الذي يقدم فهرسا مفصلا لكل ما ألف في أوربا، منذ اختراع الطباعة حتى نهاية القرن التاسع عشر (1455-1900)، والكتب مرتبة فيه زمنيا سنة فسنة. وهذا يساعد الباحثين مساعدة كبيرة، ويوحي إليهم بمجرد الاطلاع عليه بآراء نافعة"(2). (هلال ص91)
-6-
عام 1948 صدر في باريس كتابه المهم (الرومانسية في الأدب الأوربي) تتبع فيه بتحليل مهم التجلي الرومانسـي فنيا في أعمال الكتاب الرومانسيين في عدد من البلدان الأوروبية. وقد لقيت ترجمة صياح جهيم الكتاب إلى اللغة العربية في دمشق انتشارا واسعا.
-7- 
7، عام 1950 كتابه "المذاهب الأدبية الكبرى" (1) تضمن بحوثا قيمة حول المذاهب الكلاسيكية والرومانسية والواقعية والرمزية والسريالية في الأدب الفرنسي والآداب العالمية.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق