جميلُ بنُ مَعْمَر
داء
الهوى
|
|
1. لَقَدْ لَامَنِي فِيْهَا أَخٌ ذُو قَرَابَةٍ
|
حبّيْبٌ إِلَيْهِ في نَصِيْحَتهِ رُشْدِي
|
2. فَقَالَ: أَفِقْ, حتّى مَتَى أَنْتَ هَائِمٌ
|
بِبَثْنَةَ, فيها لا تُعِيْدُ ولا تُبْدِي
|
3. فَقُلْتُ لَهُ: فيها قَضَـى اللهُ مَا تَرَى
|
عَلَيَّ وَهَلْ فِيما قَضَـى اللهُ مِنْ رَدِّ؟
؟ |
4. فَإنْ يَكُ رُشْداً حبّها أو غَوايَةً
|
فَقَدْ جِئْتُهُ ما كَانَ مِنِّي عَلَى عَمْدِ
|
5.بثينُ أَثِيْبِي بِالمودَّةِ أو رُدِّي
|
فُؤَادِي فَقَدْ تُجْزَى الَمودَّةَ بِالودِّ!
|
6. أَفي النّاس أمثالي أحبّوا فحبّهمْ
|
كحبّيَ أم أَحبّبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ وَحْدِي
|
7. فَلَمْ أَرَ مِثْلَ النّاس لَم يَغْلِبُوا الهَوَى
|
ولَمْ أرَ داءً كالهَوى كَيْفَ لا يُعْدِي؟
|
8. أكَانَ كَذَا يَلْقَى الـمَحبّونَ قَبْلَنَا
|
بِمَا وُجِدُوا أو لم يَجِدْ أَحَدٌ وَجْدِي؟
|
9. فَقَدْ جَدَّ مِيْثَاقُ الإِلَهِ بِحبّها
|
ومَا للّذِي لا يتَّقِي اللهَ مِنْ عَهْدِ
|
10.فَلَا وأَبِيْهَا الخَيْرِ مَا خُنْتُ عَهْدَهَا
|
وَلَا ليَ عِلْمٌ بالّذِي فَعَلَتْ بَعْدِي
|
11. وَمَا زَادَهَا الوَاشُونَ إلّا كَرَامَةً
|
عَليَّ ومَا زَالَتْ مَوَدَّتُهَا عِنْدِي
|
12.تَزِيْدُ نماءً كلَّ يومٍ وليلةٍ
|
وأمنحها فيما أسرُّ وما أبدي
|
13.إذا صَقَبَتْ زُدْتُ اشْتِيَاقاً وإنْ نَأَتْ
|
أرِقْتُ لِبَيْنِ الدَّارِ مِنْهَا وللبُعَدِ
|
14.أَبَى القَلْبُ إلّا حبّ بَثْنَةَ لم يَرِدْ
|
سِوَاهَا وحبّ القْلْبِ بَثْنَةَ لا يُجْدِي
|
15.سَبَتْكَ بِمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُورُهُ
|
إذا ابْتَسَمَتْ في طِيْبِ رِيْحٍ وفي بردِ
|
16.كأنَّ عتيقَ الرَّاحِ خالطَ ريقها
|
وصفوَ غَرِيْضِ المُزْنِ صُفِّقَ بالشَّهْدِ
|
17.تأرّجُ بالمِسْكِ الأحمِّ ثَيَابُهَا
|
إذا عَرِقَتْ فيها وبالعَنْبَرِ الوَرْدِ
|
عدد الصفحات: (15)