2019/03/06

أدب مقارن - المحاضرة الثالثة


العنوان: ستاندال
عدد الصفحات: 3



موضوع 3، مقارن حماة 19، د. راتب سكر
Stendhal  ستاندال
ستاندال (1783- 1842) روائي وناقد فرنسي عاشَ في إيطاليا زمناً طويلاً, برعَ في رسمِ الشخصيات في رواياته رسماً دقيقاً ثرِيَاً بتحليله النفسي. من رواياته "الأحمر والأسود" (1830).
كانت صلاته بالثقافة الإيطالية مصدراً لإغناء تجربته، كما كان اهتمامه بالموسيقى مصدراً آخر لهذه التجربة، حيث كتب عن أهم العازفين في عصره: سيماروزا، موزارت، روسيني....
تحدث في كتبه عن الحب في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وأميركا وألمانيا والبلاد العربية التي روى قصصا عن سير العشاق العرب في تاريخ ثقافتها. 
أ‌.       كتابه [راسين وشكسبير] (1823 و1825:(
في هذا الكتاب الذي صدر الجزء الأول منه عام 1823م, وصدر الجزء الثاني منه عام 1825م: 
1.   يقدم ستاندال دراسات أدبية تعنى بالمقارنة بين أديبين كبيرين ينتميان إلى أدَبَين مختلفين, فشكسبير مسرحي إنكليزي مهم, وراسين أديب مسرحي فرنسي مهم في تاريخ الأدب الفرنسي.
2.   يُقابل ستاندال بين الأصول التقليدية في مسرحيات راسين بوجوه الإبداع في مسرحيات شكسبير.
3.    يتخذ المقابلة بين الأديبين وسيلةً للإشادة بأصالةِ شكسبير, واهتمامهِ بالقلب الإنساني فيما له من قوانين إنسانية خاصة به, وفيما يقومُ أمامها من عقبات, ويتخذ راسين مثالاً للشعراء عبيد القواعد...
4.   يثور على القواعد الكلاسيكية، التي يرى راسين من عبيدها، وينتصر للرومانسية، التي يضرب المثل للاتجاهات الفنية التي تعززها من مسرحيات شكسبير.
5.   الكتاب ذو قيمة في فهم الدعوة الرومانسية، واكتشاف جذورها في أدب شكسبير، وتعارضها مع جمود راسين.
6.   الكتاب ذو قيمة في تفهم موسوعية كاتبه ستاندال، الذي ينتصر لكاتب إنكليزي، وينال من قيمة كاتب فرنسي مثله، مبديا ما له من ثقافة عالمية متنوعة وواسعة.
7.   إنَّ كتاب ستاندال ذو قيمةٍ مهمة على طريق التمهيد لنشأةِ الأدب المقارن، فدراسته رائدةٌ في مضمار المقارنة بين أديبين عالميين.
ب. المواقف من كتاب ستاندال:
رؤية مقارني المدرسة الفرنسية لهذا الكتاب لم تمنحه حق الانتماء الأصيل للأدب المقارن، فالباحثون الفرنسيون في الأدب المقارن (وتلامذتهم مثل د.محمد غنيمي هلال) لم يعدوا (دراسة ستاندال)، دراسة الأدب هذه، من الأدبِ المقارن، وقد لخص هلال هذه الرؤية بالآتي:
1.   هذا الكتاب يعقد موازنات بين كاتبين من أدبين مختلفين، فرنسي وإنكليزي، لم تقم بينهما صلات تاريخية حتى يؤثر أحدهما في الآخر نوعا من التأثير، أو يتأثر به. 
2.   يقول د.محمد غنيمي هلال عن كتاب "راسين وشكسبير": هذا الكتاب ذو قيمة، "ولكنه ليس من الأدب المقارن، لا في منهجه، ولا في موضوعه، إذ ليس بين شكسبير وراسين من صلة تاريخية" ، حاولَ ستاندال أن يثبتها بالوثائق ويظهرها, وقد مالتْ المدرسة الفرنسية إلى أنّ المهمة الأولى للأدب المقارن هي إثبات وجود علاقة تاريخية بين اللاحقِ والسابق، تأسست عليها علاقات التشابه والاختلاف.
ج‌.   كلمة أخيرة:
مِن الراجح أننا اليوم بعدَما طرأَ على المدرسةِ الفرنسية من تغيرات، وبعدَ ظهور المدرستين الروسية والأمريكية في الأدب المقارن وانتشارهما، نستطيع النظر إلى كتاب ستاندال بعين جديدة. وهو كتاب يظل علامة مهمة في التمهيد لنشأة الأدب المقارن.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق